الذهب يتعافي من أدني مستوياته في خمسة أسابيع

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في صباح تعاملات اليوم الاثنين بالسوق الأوروبية، متجه نحو تسجيل أول مكسب يومي ضمن عمليات التعافي من أدني مستوياتها في خمسة أسابيع

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا في صباح تعاملات اليوم الاثنين بالسوق الأوروبية، متجه نحو تسجيل أول مكسب يومي ضمن عمليات التعافي من أدني مستوياتها في خمسة أسابيع، كما عزز من أداء المعدن الأصفر تراجع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية والثانوية والاقبال المتزايد على شراء الذهب من مستوي منخفض.

تداول الذهب عند سعر 3296.89 دولار للأونصة مرتفعًا بنحو 0.7% من سعر الافتتاح عند 3274.24 دولار، وقد أغلق الذهب تعاملات يوم الجمعه متكبدًا خسائر بنحو 1.6% لليوم الثاني على التوالي كما سجل أدني مستوياته في خمسة أسابيع عند 3247.87 دولار للأونصة، وذلك مع تراجع التوترات التجارية بين الولايت المتحدة والصين.

وعلى مدار تعاملات الأسبوع الماضي خسر المعدن الأصفر نحو 2.8% مسجلًا ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، وذلك مع تراجع عمليات شراء الأصول الآمنة وتزايد شهية المخاطرة لدي المستثمرين مع تراجع التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتوصل إسرائيل وإيران لاتفاق لإنهاء الحرب بينهما.

الدولار الأمريكي يتراجع بالقرب من أدني مستوياته في ثلاث سنوات

تراجع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية والثانوية في صباح تعاملات اليوم الاثنين ليتداول بالقرب من أدني مستوياته منذ مارس 2022، تأتي تلك الخسائر وسط تفاؤل السوق بالاتفاقيات التجارية، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة بخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة في وقت قريب.

في تمام الساعة 08:10 بتوقيت جرينتش تداول مؤشر الدولار عند مستوي 97.01 نقطة فاقدًا نحو 0.2% ليتداول بالقرب من أدني مستوياته في ثلاث سنوات عند 96.97 نقطة.

يتزايد الشعور بالتفاؤل في الأوساط الاقتصادية والسياسية مع اقتراب نهاية السياسات التجارية المتقلبة التي طبّقتها إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، والتي تسببت في توترات واسعة على مستوى التجارة العالمية، هذا التفاؤل تعزز بعد إعلان البيت الأبيض الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، وهي خطوة مهمة نحو تهدئة العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، كما أن قرار كندا بإلغاء ضريبة الخدمات الرقمية جاء كمبادرة تهدف إلى إعادة تحريك المفاوضات المتوقفة، ما يعكس رغبة في العودة إلى مسار الحوار والتفاهم بدلاً من التصعيد.

وفي تطور لافت آخر، أفادت وكالة "بلومبرغ" أن رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" أبلغت قادة الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مغلق عُقد مؤخرًا بأنها تعتقد بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل حلول التاسع من يوليو، وهو التاريخ المحدد لبدء تطبيق رسوم جمركية مرتفعة من كلا الجانبين، ويُنظر إلى هذا الموعد باعتباره نقطة فاصلة، إذ أن فرض تلك الرسوم قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية ويهدد الاستقرار الاقتصادي في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

ومن هذا المنطلق، فإن احتمالية تجنّب هذه الرسوم تعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يجد في هذا الانفراج التجاري مبررًا قويًا للشروع في خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، خاصة إذا استمر التضخم في التراجع أو ظل تحت السيطرة، مثل هذه الخطوة من شأنها أن تضغط على قيمة الدولار وتفتح المجال أمام تحفيز إضافي للاقتصاد الأمريكي.

وقد زاد هذا الاحتمال ترجيحًا بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" خلال شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى أن تخفيض أسعار الفائدة ما زال خيارًا مطروحًا، لكنه مرهون بعدم تسجيل التضخم لارتفاعات جديدة خلال فصل الصيف، وخصوصًا إذا تم تفادي فرض الرسوم الجمركية التي كانت تهدد بزيادة الأسعار.