الذهب يواصل الانخفاض بسبب قوة الدولار الأمريكي

استمرت أسعار الذهب في التراجع في صباح تعاملات اليوم الأربعاء بالسوق الأوروبية مسجلة ثاني خسارة يومية على التوالي

استمرت أسعار الذهب في التراجع في صباح تعاملات اليوم الأربعاء بالسوق الأوروبية مسجلة ثاني خسارة يومية على التوالي، يأتي هذا التراجع في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات الرئيسية والثانوية وسط ترقب بيانات اقتصادية هامة والتي ستقدم مزيدًا من الدلائل حول تخفيض سعر الفائدة المستقبلي، وعلى الرغم من خسائر اليوم للمعدن الأصفر إلا إنه يتجه نحو تسجيل رابع ارتفاع شهري على التوالي مدفوعًا بالطلب المتزايد على شرائه كأفضل ملاذ آمن مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تداول الذهب عند سعر 3301.43 دولار للأونصة فاقدًا نحو 0.5% من سعر الافتتاح عند 3317.43 دولار للأونصة، وقد أغلق الذهب تعاملات يوم أمس الثلاثاء متكبدًا خسائر بنحو 0.8% في أول تراجع يومي مع انتعاش الدولار الأمريكي وتراجع الطلب على شراء الذهب كأفضل ملاذ آمن.

وخلال تعاملات شهر أبريل والتي ستنتهي اليوم يتجه الذهب نحو تسجيل رابع ارتفاع شهري على التوالي بمكاسب تقدر بنحو 5.5%، وكان الذهب قد سجل أعلي مستوياته على الاطلاق في يوم 22 أبريل عند 3500 دولار للأونصة قبل الدخول في دورة تصحيح.

تعاذ المكاسب الواسعة للمعدن الأصفر إلى الاقبال المتزايد على شرائه كأفضل ملاذ آمن وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصادين في العالم، بالإضافة إلى فقدان المستثمرين الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي مما دفعهم إلى التخلي عن الأصول الأمريكية وخاصة الأسهم والدولار والاتجاه نحو شراء الملاذ الآمنة مثل الذهب والفرنك السويسري والين الياباني، كما زادت من حالة عدم اليقين الانتقادات الحادة من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"، مما أثار المخاوف بشأن استقلالية أكبر بنك مركزي في العالم.

الدولار الأمريكي يرتفع قبل بيانات هامة

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا في التعاملات الصباحية ليوم الأربعاء بالسوق الأوروبية مسجلًا ثاني ارتفاع يومي على التوالي وذلك مع تراجع المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وسط الآمال المتزايدة بالتوصل لاتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، وعلى الرغم من مكاسب اليوم إلا أن الدولار يتجه نحو تسجيل أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر 2022.

تداول مؤشر الدولار عند مستوي 99.47 نقطة مرتفعًا بنحو 0.3% من مستوي الافتتاح عند 99.17 نقطة، وقد أغلق المؤشر تعاملات يوم أمس محققًا ارتفاع بنحو 0.25% في أول ارتفاع يومي ضمن عمليات التعافي من أدني مستوياته في ثلاث سنوات، ويتجه المؤشر نحو تسجيل ثالث تراجع شهري على التوالي بخسائر تقدر بأكثر من 4.5% كما أنها الأكبر منذ نوفمبر 2022.

تعاذ تلك الخسائر الواسعة إلى المخاوف المتزايدة بشأن استقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي عقب الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول"، بالإضافة إلى السياسات التجارية العدوانية التي أدت إلى تراجع الثقة بالاقتصاد الأمريكي مما دفع المستثمرون للتخلي عن الأصول الأمريكية.

أعلن وزير الخزانة الأمريكي "سكوت بيسنت" يوم الثلاثاء أن المفاوضات التجارية تشهد تقدمًا ملحوظًا، مشيرًا إلى اقتراب التوصل إلى اتفاقيات تجارية مع كل من الهند وكوريا الجنوبية، كما كشف عن خطط لإجراء محادثات تجارية مع حوالي 17 دولة أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
من جانبه، أوضح وزير التجارة الأمريكي "هوارد لوتنيك" أن البيت الأبيض قد أبرم بالفعل اتفاقًا تجاريًا واحدًا، غير أنه لا يزال بانتظار الموافقة النهائية من اليابان قبل الإعلان رسميًا عنه.

ومن المنتظر أن يصدر الاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق من اليوم بيانات لوظائف القطاع الخاص خلال شهر أبريل، كما سيتم الاعلان عن بيانات النمو في الربع الأول من العام ونفقات الاستهلاك الشخصي خلال شهر مارس.